الجمعة، 18 سبتمبر 2009

و أخيراً رَأَتْ طِفلَتِي النُّور

كَانَ الهُدوءُ يَعُمُّ الفصْل ، باستِثْنَاء هَمسَاتِ لِبَعضِ التّلاَميذ ، و كنتُ أنظثر لدفتَري باهتِمام حِينَ سَمِعتُ الأستَاذ يُعْلِنُ عَن اصدَارِ المَدرَسَةِ لمجلّةٍ حَائِطيّة ، و أنّهُ يُرَحّبُ بِمسَاهَمَاتِ التّلاّمِيذ الخاصّة و المَنقُولة ، فَرِحتُ كَثِيراَ بِذَلِكَ وَ لَكِن لمْ أفَكِر أَنْ أشَارِك ، حتّى اقَتَرَحت احدَى صَدِيقَاتِي عليّ نشْرَ قِصّةٍ قَرأَتهَا لِي منذُ مدّة ، تَردّدت لِبُرهَة ...
كَيفَ لِي أَنْ أنشُرَ قِصّتِي البَسِيطة لِيقرَأَهَا كلّ مَنْ في المَدْرَِسة ، بَل كيفَ للأستَاذ أَن يُوَافِقَ عَلى نَشْرِهَا أصلاً ؟؟؟
وَتشَجَعتُ حِيناً ، و تَردّدتُ أحياناً أُخرَى ...حتَى قرّرتُ أن أجَرّبَ وَلَنْ أَخسَرَ شيئا .


جَلَستُ بحَاسُوبِي ذَاكَ المَسَاء ، و بَدأتُ أُنَسّقُهَا بِحِرصٍ ، و فِي الغَدِ حَانتِ اللحْظَةُ الحَاسِمة. أَخرَجتُ الورَقَةَ و وَضَعتُهَا أَمَامِي ثُم قُمتُ بِارْتِباكِ الى مَكتَبِ الأستَاذِ و سلّمتُهَا لَه ، سألنِي


قِصةّ ؟؟؟


نَعم....


أنتِ من كتبَهَا ؟؟


نَعم....


طيب ،،


و لمْ يبدِ تعلِيقاً فَخَرجتُ و قد ضَعُفَت آمالِي ..


و صَدَرَ العَدَدُ الأوّلُ فأسرعت أبحثُ عنْ قِصّتِي فَلَم أجِدهَا ، تَظَاهَرتُ بعَدَمِ المُبالاةِ و الأَسَى يَعتَصرُ قَلبِي ، رُغمَ التّعلِيقِ الصّغير الّذي كتبَهُ الأستَاذ بِالأسفَل [ نَعتَذرُ لمنَ لَم نَضَع مُسَاهَمته ، و نَعِدُهُ بِوَضعِهَا بالمرّة المقبلَة ] ، الذي أعطَاني بَعض الأمل ..
و َ تَمضِي الأيّامُ ، و أَنسَى المَوْضُوع ، ثُمّ أُفَاجَاُ بالتعالِيق من كل الصّديقَات اللواتي أعجبتهنَ القِصّة ، وَرَأَيتُ اسمِي هُناك يرَفرفُ ،و الكلُّ يقرَأ القصّة بِشَغَفِ ، فكدتُ أطِير فَرحاً ، و أخبَرتنِي الكَثيرَاتُ أنّهنَ اتّعظنَ مِن قِصّتِي التي كَانتْ تحكِي عَن توْبَةٍ فَتاةٍ من وهمِ الحبّ ، فزَادَت فَرحَتٍي....


و أخيراً رَأَتْ طِفلَتِي النُّور ، طِفَلَتِي الّتِي رَويتُهَا من مِحبَرَتِي و غدّيتُهَا بِقَلبِي...
و من يومِهَا تعلّمتُ أن أتشَجعَ و لا أسْتًسلمَ أَبداً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق