الأربعاء، 5 أغسطس 2009

|~| ليتني أعود صفحة بيضاء |~|

|~| ليتني أعود صفحة بيضاء |~|



كنت بريئة ، جميلة ، لطيفة ..

كنت فتاة شبه مثالية
يعجب الكل بأخلاقي
و يمدح الكثيرون التزامي

رغم نظرات بعض الحاقدين
و كلمات بعض الحانقين

التي كانت تقتلني فعلا و تؤثر علي
كلما مررت من مكان سمعتها

نعم تلك الكلمة ، هي نفسها
( المعقدة )

كنت أنظر الى نفسي في المرآة لمدة طويلة

أخاطب نفسي

لم ينادونني هكذا ؟

لم يلقبونني هكذا ؟

أولست مثلهم ؟

و في يوم من الايام

طرحت السؤال ذاته على احدى زميلاتي في لحظة غضب

فأجابت لا يا منى ، لست مثلنا

أنت مختلفة كثيرا

فسألتها كيف ؟؟

قالت في كل شيء نحن نستمتع بالحياة و نلهو

و أنت منغلقة على نفسك و معقدة

لالا لا تقوليها
لست معقدة ، اريد أن اصبح مثلكم

كيف ؟؟ كيف ؟؟ اخبريني كيف ؟

سأخبرك لكن عليك أن تقومي بكل ما اقوم به
فوافقتها و أمضت ايامي ما بين غناء الى تلفاز الى لهو
رغم بقية من حياء قليل
كان يمنعني من حين لآخر
لكن جمال المعصية كان بعيني أكبر
فأقبلت على عاملي الجديد و تخلصت من لقبي القديم
و اصبحت ما بين عشية و ضحاها
فتاة رائعة لا معقدة


و في تلك الليلة التي كنا أحدث فيها ليلى عن شريط المطربة الفلانية

بادرتني قائلة

عندي لك مفاجئة

ما هي ؟

سأعرفك على شخص ما

شخص ما ؟؟ اتقصدين شابا ؟

طبعا يا غبية

لا لا أبي سيقتلني لو علم
و كيف سيعلم والدك ؟
ستكلمينه على الهاتف فقط ، ستعيشين في عالم آخر ثقي بي
أو ستعودين كما كنت معقدة

و ببلاهة شديدة قلت لا لا لا أريد أن أعود ، طيب ، ساكلمه

و تحدثنا ، و تعارفنا ، و تبادلنا أحاديث العشاق
( عذرا ) اقصد أحاديث العصاة

و أثناء كل هذا
بعد عميــق عن فاطر السموات و الأرش

و شوق بالقلب يحن الى ما كنت يوما عليه

و بعد أيام و ليال

طلب الخروج معي مرارا و تكرار و رفضت بشدة ،

فما كان له الا أن يقول حسنا سأخرج مع غيرك .

قلت بسذاجة تامة : و حبنا ؟

عن أي حب تتكلمين ؟

كيف احب فتاة مثلك ؟

و أقفل الخط و ذهب

تاركا بقلبي جرحا عميقا

و بعقلي صوتا صارخا

و الأكثر من ذلك

ترك لي ذنبا كبيرا

و بقعا على صفحتي البيضاء


أتذكر ما حدث

و أبكي حيث لا يجدي البكاء

بعد أن فقدت الكثير و الكثير

استغفرت ربي

و حمدته و شكرته لأنه بعث لي برسالة لأتوب

و ما فتئت اردد بعدها

ليتني أعود معقدة

ليتني أعود صفحة بيضاء

طفلتي....لا تخوني الأمانة

طفلتي....لا تخوني الأمانة

طفلتي....لست أناديك بهذا الاسم لأنك صغيرة
فأنت فتاة في عمر الزهور
و ما أجملك من زهرة
لكنك طفلة في عالم الحب
لم تعرفيه بعد و لم تدركي خباياه
لأن نور البراءة مازال يشع من عينيك
فأنت طفلة في هذا الغالم الغريب
أنت لا تعرفين عن الحب سوى اسمه و لم تري سوى بابه
سمعت أنه حلو لكنك لم تعلمي أنه قاتل
لم تسمعي سوى عن ظاهره
لكنك لم تعرفي باطنه و خير لك ألا تعرفيه
فما عرفته فتاة الا خسرت الكثير
طفلتي الحبيبة
ان هذا نداء
من قلب
يحبك يخاف عليك
يريد مصلحتك
يهتف و يصرخ
لا تخوني الأمانة
مشاعرك و قلبك هي هذه الأمانة
أمانة أعطاها الله إليك فلا تخونيها
أعطاها الله لك كي تكوني
ابنة بارة
و أختا لطيفة
و زوجة محبة
و أما حنونا
لا لتكوني عاشقة ولهانة
فأنت أشرف من هذا
فصوني قلبك من هذا الوهم
و اجعلي قلبك لله قبل كل شيء
فمن ملأ حب الله قلبها
لن يجد أي وهم به مكانا
و املئي وقتك بذكره و طاعته
فشر ما يقتل الانسان
الفراغ القاتل
حبيبتي ان الله يحبك
لذلك أمرك بالحجاب و غض البصر ..
و نهى عن الاختلاط و التبرج..
كي لا تسقطي ضحية
كي لا تؤذي قلبك المسكين
و تجرحي مشاعرك الرقيقة
فحافظي على الأمانة
و اسعي الى ان يكون الله كل حياتك
كي يبارك لك في عمرك
و لا تنخدعي بالأوهام
فأنت أشرف من هذا
لأنك فتاة الاسلام
حفظك الله و رعاك
و جعل الجنة مثواك
أخت المحبة لك


|~|هَمَسَاتٌ إلـــى فُؤَادِي |~|


|~|هَمَسَاتٌ إلـــى فُؤَادِي |~|


أَيْ فُؤَادِي رفقًا بِنفسِك
لا تبحثْ عن عذَابِكَ بيديك
مازِلتَ صغيراً لا تعلمْ
عنِ الدُّنْيَا إلاّ أحَادِيث
فمَا بَالُك تبْحثُ عن الحُبّ
ألا تَعْلَم أنّه دَاءٌ خبيثْ
إذا أصَابكَ أعْيىَ روحَك
و نَالَ منكَ وَ مَا ُشفِيت
فَمَا الحُبُّ إلا لهِيبٌ
يُحرقُ الفؤادْ
وَ ما العِشْقُ إلا عذابٌ
مَا بعْدّه عذابْ
فاحفظْ مَشًاعركَ لنفسكْ
حتّى يأتيَ مَنْ يستَحِقْ
وَ لا تلومَنَّّ إلا نفسكْ
إذا أصابك الهمّ و الأرق
أيْ فُؤادِي لا تعاندْ
فكُلّ من عَاند قبلك سَقَطْ
و لا تَقُلْ أنا بحَالي أدْرَى
فلَا يدْري القتيل متَى سَقَطْ
و لا تُمَنِّي نفسَك طويلاً
و لا ترسم أحْلاماً جميلَة
حتَى لا تسْقط بهوَاك عليلاً
و تكونَ نهايتُك أليمَة
و اجْعَلْ حبّ الله أكبَر و أسمَى
حتّى تظفِر برضوانِه
فمَا شقَا من كان حبّ الله غَايَتَه
و جَزَاهُ الله جِنانَه