الاثنين، 27 يوليو 2009

أختاه...الذئب لا يعرف الوفاء

أختاه...الذئب لا يعرف الوفاء

هذه الكلمات أوجهها
لكل أخت تقول :
حبيبي غير
فلان ليس مثلهن
انه ليس ككل الشاب
انه يحبني فعلاً

لا يا حبيبة الذئب لا يعرف الوفاء
مادام قد رضي أن تخوني ربك و أهلك و أخلاقك
فهو مثلهم
مادام كلمك وواعدك و قابلك
فهو مثلهم
مادام دخل من النافدة لا من الباب
فهو مثلهم

يا حبيبة
لا تغرنك الأماني
و تظني به الخير
فغيرك ظنت مثلك حتى وقعت
فغيرك كانت تقول نفس الكلام حتى وقعت


يا حبيبة
صوني نفسك
امام اي شاب
مهما بدا عفيفا شريفا
مهما قال و مهما فعل
صوني نفسك
حتى يصبح زوجك
لأن الذئب لا يعرف الوفاء

رحل عن الدنيا و أخد قلبـــي


رحل عن الدنيا و أخد قلبـــي



في تلك الليلة الجميلة التي يضيئها البدر ، كانت ياسمين جالسة على شرفة المنزل و قد اختلطت دموعها بقطرات المطر الخفيفة ، فزادت وجهها إشراقا و ضياء ، و انطلقت آهة أخرى بحرقة قاتلة من صدرها ، تلاها نحيب يقطع قلب من يسمعه.


و هكذا هو حالها منذ يومين ، قد نسيت السعادة و نسيت الحياة بأكملها بعد موته ، فقد كان سعادتها و كل حياتها ، فأنى للفرح أن يزور قلبها بعده ؟


رحل من كان نور قلبها و قرة عينها ، رحل من كانت تستيقظ على ابتسامته و تنام على صوته ، رحل من كان ينير حياتها ، و يضفي نكهة إليها ، و أصبح ليلها و نهارها سواء .


عرفته فعرفت معنى الحب و قيمته ، و أشرق قلبها بعد الشقاء الكبير الذي عرفته في طفولتها ، فتحول من صحراء قاحلة إلى بستان أخضر مزهر


تقابلا يوم الرؤية الشرعية لأول مرة ، فتعاهد القلبان قبل أن ينطق اللسان ، و سهرت أياما تحلم ببيت يضمهما معا الى أن تحقق الحلم و صار حقيقة أجمل من الخيال ، حقيقة ما لبثت أن تبخرت بسرعة ، كان لها الزوج و الصديق و الأخ و الحبيب ، و عوضها عن كل ما عانته و قاسته ، و لو طلبت عيناه لأعطاهما لها دون مقابل ، و كذلك هي ، كانت أسيرة حبه ، تنفذ قبل أن يطلب و تتمنى لو تحمله فوق رموش عينيها ، لكنه رحل فأحست كأنها فقدت جزءا منها .


و تذكرت ذلك اليوم الذي ترقرت فيه الدمعة على خدها الوردي ، فاستفسر زوجها عن السبب فقالت أنها تخشى الفراق ، فسألها : فراق الحياة أم فراق الموت ؟ فأجابته بخوف : فأما فراق الموت فلا أخافه لان الملتقى هناك ، لكن ما سيقتلني فراق الحياة، فطمأنها أنه لن يبتعد عنها يوما مادام حيا ، و اليوم فقط عرفت طعم فراق الموت ، و أنه كان أحق أن تخشاه.


و يا ليته ترك لها طفلا أو طفلة من لحمه و دمه لوجدت كل عزائها فيه ، و لأمضت حياتها تعيش لأجله ، و لرأت فيه صورته ، لكنه تركها وحيدة ، و هذا قضاء الله و قدره و الحمد لله على كل شيء.


و في كل ليلة تبكي على الشرفة التي لطالما شهدت على حديثهما معا و تطل على البدر الذي لطالما أضاء وجهيهما و شهد على حبهما، و تخاطبه ، تخاطبه لعل لوعة قلبها تهدأ ، فتحكي له و تشكي و تدعو الله له بالرحمة و المغفرة ، و لا يصبرها سوى أمل كبير أن يكون الملتقى الفردوس الأعلى ،،


فيارب كما جمعتهما في دنيا فانية اجمعهما في فردوس باقية.